الثروة الإبداعية
الثروة الإبداعية للأمم.. هل تستطيع الفنون أن تدفع التنمية إلى الأمام” تاليف باتريك كاباندا، ترجمه الراحل شاكر عبد الحميد، والذى صدر ضمن سلسلة عالم المعرفة عن المجلس الوطنى للثقافه والفنون والآداب بالكويت.
يقدم لنا هذا الكتاب منظورا شاملا تفصيليا وممتازا حول الفنون والثقافة ودورهما فى الاقتصاد، وقد كتب كل فصل فيه من خلال تصور محدد وتقديم لأفكار ومقترحات مهمة فى التخطيط الاستراتيجى فى هذا المجال، لكنه يركز على الفنون على نحو خاص، فيقدم لنا الأمثلة والإحصائيات التى يوضح من خلالها كيف يمكن للفنون أن تعزز التطور الاقتصادى والاجتماعى للأمم وهو يقول إن ذلك يكون من خلال التركيز على الإنسان وعلى الإبداع الإنسانى وعلى الثروة الإبداعية للأمم وأنه حتى فى الدول الأكثر فقرا، والتى تعانى مشكلات وتحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحية وتعليمية عديدة يمكن للفنون أن تثرى حياة شعوبها، وكذلك العمل على تقدمها، وهكذا قد تكون هناك أدوار مهمة للموسيقى والغناء والسينما والرقص والمسرح والتلفزيون من حيث إمكانية إسهام اقتصادى داخل الاقتصاد العام للدول، ويكون ذلك ممكنا من خلال إنتاج سلاح ثقافية قابلة للبيع، يمكن للعالم كله أن يستفيد منها.
الثروة
ويتناول هذا الكتاب كثيرا من الموضوعات المهمة حول الاقتصاد الإبداعى والفنون والتنمية والإدارة البيئية والتجارة فى الخدمات الثقافية والسياحة الثقافية، ودور الفنانين فى العصر الرقمى والوضع الخاص للمرأه فى فنون الآداء والصحة النفسية والعقلية والتعافى الاجتماعى والتجديد الحضري، وجمع البيانات الإبداعية والخيال الإبداعى وغير ذلك من الموضوعات مع تطبيقات على أماكن كثيرة فى العالم فى الشرق والغرب.
ويأتى الكتاب فى أربعة أقسام موزعة على تسعة فصول، يتبع ذلك خاتمة حول الخيال، والاختيار وملاحق وهوامش ومعجم لبعض المصطلحات الموسيقيه المختارة، وببلوجرافيا.
القسم الأول: الفنون والاقتصاد والتنمية، ويشمل الفصل الأول: الاقتصاد غير المستغل وغير الخاضع للقياس الدقيق: حول قيمه الفنون، والفصل الثاني: الفنون فى التعليم: رعايه العقول الإبداعية من أجل التنمية، الفصل الثالث: الفنون والإشراف الرشيد على البيئة.
القسم الثاني: التجارة فى الخدمات: متتالية من ثلاثة أجزاء، الفصل الرابع: التجاره الدولية فى الخدمات الثقافية، الفصل الخامس: فنانين بلا حدود فى العصر الرقمي، الفصل السادس: حول السياحة الثقافية.
القسم الثالث: تنويعات على قيمة واحدة، الفصل السابع: المسألة غير المستقرة حول النساء فى فنون الأداء، الفصل الثامن: دور الفنون فى الصحة النفسية، والتعافى الاجتماعى والتجديد الحضري.
القسم الرابع: جمع شمل البيانات، الفصل التاسع جمع البيانات الإبداعية.
والكتاب مهم ومناسب للظروف الحالية التى يعانى فيها الاقتصاد العالمى، المتوجب علينا البحث عن طرق جديدة للنماء الاقتصادى، بالبحث عن الصناعات الثقافية التى صارت أساسية فى العديد من دول العالم.
الفن وتطور الثقافة الإنسانية
قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، بإصدار كتاب جديد بعنوان “الفن وتطور الثقافة الإنسانية” للراحل الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، ضمن سلسلة فنون التابعة لمكتبة الأسرة.
يتضمن الكتاب خلال 289 صفحة من القطع المتوسط، سبعة فصول، يتحدث فيها الكاتب عن علاقة الفن بتطور الثقافة الإنسانية، ويتناول فى الفصل الأول تعريف الفن و لماذا ينبغى أن نهتم بتعريف الفن والتطورات التى طرأت عليه بعد تطور الحياة الإنسانية، وعلاقتها بتطور مفهوم الفنانين وتصورهم لحدود الفن ومداه
ويتناول الكاتب فى الفصل الثانى معنى الثقافة وعلاقتها بالفنون، ويؤكد أن الثقافة العلمية لعبت أدوارا مهمة فى تقدم تكنولوجيا الفنون وعالمها، كما أن الثقافة الدينية لعبت أدوارا متباينة أيضاً فى تقدم الفنون وكانت أحيانا إيجابية فشجعت الفنون، أو سلبية فأعاقتها.
ويتحدث الدكتور شاكر عبد الحميد فى الفصل الثالث عن الذات المتكلم، كما تعبر عن نفسها من خلال اللغة، فهى ذات مفعمة بالدوافع والمخاوف والرغبات، وأشار فى ذلك لكان و جوليا كريستيفا وقبلهما فرويد، مؤكدا أنها ليست منفصلة عن التاريخ والوعى والمجتمع وضوابطه وقيوده وأساليب الإنتاج وأشكاله وآلياته، فهى ذات تعبر عن نفسها من خلال اللغة لكنها أيضا موجودة فى اللغة.
ويشير الكتاب فى فصله الرابع، إلى الصور الفوتوغرافية وعلاقتها بالثقافة الإنسانية، وفى الفصل الخامس يتحدث الكاتب عن السينما و دورها فى صناعة النجوم، وفى الفصل السادس يتحدث الكاتب عن الصناعات الثقافية الإبداعية، وفى الفصل السابع يتحدث الكاتب عن نهضة مصر وروح المكان والتى يؤكد فيها على أن المصرى مطبوع على حب الجمال والفن لكن الظروف لم تساعده قبل الآن على الظهور.
ويقول شاكر عبد الحميد إنه واثق بأنه توجد بين أولئك الصبيان الذين يهيمون على وجوههم فى الشوارع والأزقة أدمغة ممتازة، فى استطاعتها أن تخدم مصر وتحبب الفن إليهم.
المصدر : اليوم السابع