07:25 م
الجمعة 17 يونيو 2022
لعلك تتساءل.. كيف لنادي بحجم برشلونة، الذي يضم العديد من النجوم ويقوم بإبرام صفقات خيالية، أن يتعرض لأزمة مالية ضخمة تجبره على بيع نجومه، بل وقد وصل الأمر إلى رحيل ليونيل ميسي مجانًا، ذلك إلى جانب عدم القدرة على إبرام صفقات قوية لتعويض نجم باريس سان جيرمان الحالي، فماذا حدث؟
لنبدأ من الخلف إلى الأمام.. من فرنسا تحديدًا إمارة موناكو، التي بدأت الثورة الفرنسية على كرة القدم الأوروبية، بعد تكوين فريق يافع تأسس من المشروع الفرنسي للمواهب الشابة، والذين تم الاعتماد عليهم بجانب بعض الأسماء القوية في عالم الساحرة المستديرة.
ومنذ لحظاتهم الأولى، سطع نجمهم، وخطفت أنوارهم الساحرة، أنظار عمالقة أوروبا، الذين تهافتوا وراء هؤلاء النجوم الصغار وفتحوا أبواب خزائنهم للظفر بلمساتهم البراقة ضمن صفوفهم.
ليوناردو جارديم، “السارق الأعظم”، كان قائد تلك الثورة الفرنسية، بعد أن أسس فريقًا عملاقًا بموارد قليلة جدًا، انتزع بهم لقب الدوري الفرنسي، ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خرج منه على يد السيدة العجوز، يوفنتوس، بشكل مشرف..! هنا تحديدًا فاز فرس الرهان، ووقع الكبار في شباك الماكر البرتغالي.
الأموال بدأت تتدفق نحو موناكو، النادي الذي نجح في تحقيق أرباحًا طائلة، لم يكن ليحقهها إذا ما فاز بلقب دوري الأبطال نفسه! بالطبع فإن بطل دوري أبطال أوروبا يحصل من إجمالي الجوائز مبلغ لا يتخطى الـ50 إلى 60 مليون يورو.
تشكيل الفريق الذي جمعه جارديم كلف إمارة موناكو حوالي 45 مليون جنيه إسترليني، وإجمالي البيع وصل إلى قرابة الـ450 مليون إسترليني، فكيف حقق ذلك؟
عمليات الشراء ثم البيع:
برناردو سيلفا: شراء 14 مليون استرليني – بيع 45 مليون استرليني
كيليان مبابي: فريق الشباب – 161 مليون إسترليني
أنتوتي مارسيال: شراء 4.5 مليون إسترليني – بيع 45 مليون إسترليني
توماس ليمار: شراء 3.5 مليون إسترليني – بيع 63 مليون إسترليني
كاراسكو: فريق الشباب – 22 مليون إسترليني
كوندوجبيا: شراء 18 مليون إسترليني – بيع 32 مليون إسترليني
باكايوكو: شراء 7 مليون إسترليني – بيع 36 مليون إسترليني
بنجامين ميندي: شراء 11 مليون إسترليني – بيع 51 مليون إسترليني
فابينيو: شراء 5.5 مليون إسترليني – بيع 41 مليون إسترليني
تشاوميني: شراء 20 مليون يورو – بيع 100 مليون يورو
ويسير النادي الفرنسي، رغم إقالة المدرب البرتغالي، على نفس الدرب، حيث تقوم إمارة موناكو بجلب عدد من المواهب الشابة، الذين يظهرون بشكل جيد مع أنديتهم في المراحل السنية الصغيرة، ثم يبدأ نجمهم في السطوع، وعلى الفور تبدأ الأندية الكبرى في اللهث ورائهم بمبالغ طائلة.
وعلى نفس هذا النهج سارت العديد من الأندية الأوروبية الأخرى أيضًا، مثل بورتو البرتغالي وأياكس مصنع النجوم، فالأول حقق قرابة 267 مليون يورو، من بيع بعض نجومه، والثاني الذي لطالما كان ذخرًا بالنجوم، بدأ في رفع أسعار مواهبه، والتي جعلته يحقق ما يقرب من الـ200 مليون يورو.
ومن رحم تلك التجربة، ظهرت أندية استثمارية هدفها الأول هو بيع النجوم، وفي مقدمتها أندية شركة مشروب الطاقة الشهير، الموزعة على أنحاء العالم، ومنها لايبزيج الألماني وسالزبورج النمساوي، وغيرها بالولايات المتحدة والبرازيل، وأيضًا نجحت هذه المجموعة في كسب أموالًا طائلة من بيع نجومها على مدار السنوات القليلة الماضية.
ذلك في حين أن الأندية الكبرى، التي بدأت في السقوط واحدةً تلو الآخرى، بلغت معدلات صرفهم إلى عشرات الملايين، وهو ما قد يحول الدفة، من القمة إلى القاع، وتُصبح الأندية الكبرى أسماكًا صغيرة في محيط مليء بحيتان الاستثمار.
معدلات صرف الأندية الكبرى خلال السنوات الـ10 الأخيرة: (قابل للزيادة خلال الميركاتو المقبل)
1- مانشستر سيتي: 720 مليون يورو
2- ريال مدريد: 687 مليون يورو
3- مانشستر يونايتد: 630 مليون يورو
4- برشلونة: 585 مليون يورو
5- ليفربول: 440 مليون يورو