دعوة أوجلان للحديث بالبرلمان تُفجّر جدلاً سياسياً – مشاهير

إسلام جمال23 أكتوبر 20240 مشاهدة
دعوة أوجلان للحديث بالبرلمان تُفجّر جدلاً سياسياً – مشاهير


فجّر إعلان رئيس حزب الحركة القومية، شريك حزب العدالة والتنمية الحاكم، في تركيا بـ«تحالف الشعب»، دولت بهشلي، دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان للحديث أمام البرلمان، جدلاً واسعاً على الساحة السياسية، وغضباً شديداً في أوساط القوميين.

وجاء أقسى رد على دعوة بهشلي من جانب رئيس حزب الجيد القومي المعارض، موسافات درويش أوغلو، الذي حمل بيده حبلاً خلال إلقاء كلمته أمام المجموعة البرلمانية لحزبه، الأربعاء، موجهاً خطابه إلى بهشلي، قائلاً: «خذ هذا الحبل، وعلّقه الآن على رأسك».

وكان ذلك بمثابة تذكير من درويش أوغلو لبهشلي بمطالبته إردوغان بإعدام أوجلان؛ إذ حمل بيده حبلاً خلال تجمّع لأنصار حزب الحركة القومية قبل الانتخابات البرلمانية عام 2007، وخاطب إردوغان قائلاً: «خذ هذا الحبل واشنقه (أوجلان)». وعَدّ درويش أوغلو أن السر وراء خروج بهشلي من وراء الستار، وإطلاق مثل هذه الدعوة، هو محاولات وضع دستور جديد للبلاد، وجعْل إردوغان مرشحاً للرئاسة مرة أخرى.

رئيس حزب الجيد موساوات درويش أوغلو خلال حديثه أمام المجموعة البرلمانية لحزبه الأربعاء (موقع الحزب)

وخلال إلقاء درويش أوغلو تم وضع صور لجنود أتراك فقدوا أرواحهم في العمليات ضد حزب العمال الكردستاني، أو الهجمات التي نفّذها ضد قوات الجيش والشرطة في تركيا، على مقاعد نواب الحزب في قاعة مجموعته بالبرلمان.

وبدوره، اتهم رئيس حزب النصر القومي، أوميت أوزداغ، أحزاب الحركة القومية والعدالة والتنمية والشعب الجمهوري والديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، بأنهم شكّلوا معاً جبهة غير رسمية.

دعوة أوجلان

كان بهشلي أعلن خلال كلمته أمام اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب الحركة القومية، الثلاثاء، أنه يمكن حضور زعيم منظمة «حزب العمال الكردستاني» السجين، عبد الله أوجلان، إلى البرلمان، بعد إنهاء عزلته، ليتحدث أمام المجموعة البرلمانية لحزب الديمقراطية ومساواة الشعوب، وأن «يصرخ» بأنه تم إنهاء الإرهاب في تركيا، وحلّ الحزب وترك سلاحه، مقابل اتخاذ إجراءات لتمتعه بـ«الحق في الأمل».

بهشلي فجّر جدلاً سياسياً بدعوته لأوجلان للحديث بالبرلمان (حسابه في إكس)

و«الحق في الأمل» يعني السماح للمحكوم عليه بالسجن المؤبد المشدّد بديلاً عن عقوبة الإعدام، كما في حالة أوجلان، للعودة إلى المجتمع بعد فترة معينة، والحفاظ على الأمل في استعادته الحرية.

وأصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قراراً يطالب تركيا بتطبيقه على أوجلان، بسبب انتهاك عقوبته لحظر التعذيب وسوء المعاملة، لكن تطبيقه يتطلّب إجراء تعديلات تشريعية، وأيد الرئيس رجب طيب إردوغان دعوة بهشلي، وقال: «نريد أن نبني تركيا معاً من دون إرهاب».

إردوغان أيد دعوة بهشلي للسماح لأوجلان بالحديث في البرلمان (الرئاسة التركية)

وأعلن زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، أن «حزبه سيدعم بشكل كامل إنهاء الإرهاب، بشرط أن تتم العملية من خلال البرلمان، وبمشاركة جميع الأطراف، وأن يتمتع 26 مليون كردي في تركيا بحقوقهم على قدم المساواة مع باقي المواطنين».

وحذّر أوزال، أمام تجمّع نسائي في ديار بكر (جنوب شرقي تركيا)، الأربعاء، من أن العملية التي تتم بالشراكة بين حزبَي العدالة والتنمية والحركة القومية، تنطوي على مخاوف من أنها عملية طُرحت على عجَل بهدف حل مشكلة إردوغان في الترشح مجدّداً للرئاسة، وإزالتها بسرعة، وليس حل المشكلة الكردية.

وشدّد على أن حزبه سيدعم أي خطوات تقوم على الإخلاص، وليس عملية تنتج عن مفاوضات خلف الأبواب المغلقة.

أهداف خفية

ويسود اعتقاد لدى حزب الشعب الجمهوري، منذ قيام بهشلي بمصافحة النواب الأكراد خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بأنه ليس صادقاً، وقد يتخلّى عن هذا الموقف بعد فترة، وأن السر وراء هذه التحركات هو «تمديد الحياة السياسية لإردوغان»، وصياغة دستور جديد يضمن له الترشح للرئاسة من جديد.

رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال (موقع الحزب)

ويرى بعض أعضاء حزب العدالة والتنمية أن بهشلي ربما أدلى بهذه التحركات والتصريحات بعد أن وصلت المفاوضات بين الدولة وإيمرالي (السجن الذي يقبع به أوجلان غرب تركيا) إلى نقطة معينة.

وعدّت مصادر بالحزب أن بهشلي تحدّث بالتنسيق مع إردوغان، لافتةً إلى أن الرئيس أدلى ببيان قصير في اليوم ذاته من أجل عدم التقليل من تأثير بيان بهشلي، لكنه سيشرح موقفه بشأن هذه القضية عند عودته من روسيا بعد مشاركته في قمة مجموعة «بريكس».

وتتداول أروقة السياسة في أنقرة توقعات بإعلان دعوة أوجلان خلال وقت قصير للحديث في البرلمان، وتُرجّح بعض الأوساط أنه في حال تهيئة مناخ إيجابي، يمكن أن يتحدث أوجلان إلى المجموعة البرلمانية لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، عبر اتصال «الفيديو»، حتى لو لم يحضر شخصياً.

إحدى المظاهرات في جنوب شرقي تركيا للمطالبة بإنهاء عزلة أوجلان في محبسه منذ 44 شهراً (إعلام تركي)

وعقد حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب اجتماعاً استثنائياً لمجلسه التنفيذي المركزي، الثلاثاء، عقب دعوة بهشلي لأوجلان، لتقييم الوضع، وانتشرت مزاعم مفادها أن نجل شقيق عبد الله أوجلان، نائب الحزب في شانلي أورفا؛ عمر أوجلان، كان يجتمع مع عمه، لكن الحزب نفى الادّعاء، وأكد عدم وجود أي محادثات مع أوجلان، ولا علم له أيضاً بوجود أي اجتماعات لأوجلان مع حزب العدالة والتنمية الحاكم.

ويعبر بعض أعضاء الحزب الكردي عن شكوك بشأن دعوة بهشلي أوجلان إلى البرلمان، وثارت تساؤلات عما إذا كانت الدعوة جاءت بعد أن وصلت المحادثات مع أوجلان إلى نقطة معينة، أم أنه يجري تهيئة الرأي العام لذلك، أم أن المسألة مجرد «فخ».


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل